رابطة الكتاب العرب على الإنترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اكتب مايفيد لمن يريد أن يستفيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم ونتمنى ان تجدوا ما يفيد من مواضيع
إقرأ تعليمات الرؤى قبل وضع موضوعك
welcome every body

 

 شــــــــــهادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد بشير




المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 25/04/2009
العمر : 69
الموقع : Benghazi - Libya

شــــــــــهادة Empty
مُساهمةموضوع: شــــــــــهادة   شــــــــــهادة I_icon_minitime2009-04-30, 5:45 pm

[center]

اضطرته ظروف الحياة بعد انقضاء ثلاثة سنوات من تركه للخدمة العسكرية أن بقصد ثكنته لاستخراج شهادة
تفيد بمدة خدمته العسكرية والتي بلغت تسعة عشرة عاما .. مر شريط ذلك العمر أمامه بأسرع مما يستطيع حاسوب كور 2 دو مع رام 4 جيجا أن يفعل .. يا للهول كم أضعت يا جيش من عمري وها أنا ذا مثل صابغ البيض ابدأ من الصفر من جديد .. أكلت مني عمري و كل أحلامي ..كل ما كان سيتيحه لي عنفوان الشباب ..
وها أنا علي قارعة الطريق انتظر الحافلة ..والمطر يكاد يثقب رأسي .. وبالكاد تكفي نقودي أجرة المواصلات ..
تذكرت مقولة عشاءنا عليك يا رب .. ما ذنب أطفالي.. الفترة التي سُخِّرتُ فيها للخدمة العسكرية الإلزامية امتدت ثمانية عشرة عاما .. لست أدري صلة الرابط الذي يجسد صورة السوط يلفح ظهور الفلاحين في حفر قناة السويس وجني محاصيل الباشاوات بالسخرة في مصر وحالي .. يا للهول وغيري ممن لديه الواسطة
فأعفي من دخول الجيش .. كوَّن مستقبله وامتلك السيارة والبيت والأموال .. أكان هذا دوري في الحياة الدفاع عن أموال الجبناء والمتسلقين والمتسلطين .. ماذا لو سمع ظلي هذه الهمسات .. أكان سيبلغ عني .. ليس الوطن النظام فلا تخلطن الأمور في ذهنك .. استغرب أليس دخلنا جميعا مصدره النفط فقط .. فمن أين أتوا بتلكم الأموال ؟؟!!! .. المطر بدأ يزعجني .. أطرافي تجمدت .. تحركت جيئةً وذهابا في المحطة لعلي أحرك الدم في جسمي فيغمرني الدفء .. أشعلت لفافة من بقية العلبة الأخيرة من التبغ التي كنت أملك ثمنها .. ما أن بدأت بسحب بعض
أنفاس ٍمن لفافتي حتى ظهرت الحافلة .. أف لقد خسّرتِني للتو سيجارتي يا حافلة ..
عند توقف الحافلة في محطة الحافلات الرئيسة .. تهالكت علي أول مقعد في الحافلة المؤدية إلي درب المعسكر .. لماذا منعوا التدخين في الحافلات .. نفخة السائق وقاطع التذاكر لدخان لفافتيهما نبهتني ..
تذكرت مثلا يقول .. صغار الشيخ لا تفعل ما يفعلونه ولا تنهاهم عما يفعلونه / بالليبي ( صغار الشيخ لا تدير ما يديروا ولا تنهاهم علي اللي يديروا ) .. يا للشيخ وصغاره .. ولماذا يعششُ هذا المنطق في الرؤوس ... وقفت الحافلة أمام المعسكر تقدمت من نافذة الاستعلامات لأحدد سبب الزيارة يا الله وكأني أنظر إلي نفسي أنا ودفعتي منذ عشرون عاما كنا بأعمارهم .. آه ه ه ه ه يا شوقي صدقت .. ليت الشباب يعود يوما .. كتبت في دفتر الزيارات بياناتي والغرض من هذه الزيارة .. دخلت .. ما ابعد المسافة إلي مقر الإدارة ..
يا ربييييييييييي
ما أثقل ذكريات هذا المكان علي قلبي .. هاهو ذا باب الإدارة .. التقيت بأحد زملائي القُدامى تعانقنا
كان بيننا اختبار للرجولة في أحلك الظلمات وليلة تجسدت فيها أسوأ الكوابيس التي قد يختبر بها الرجال واجتزناها معا
هكذا هو وزن الرجال .. قلت له أريد شهادة مفصلة بمدة
خدمتي حتى تاريخ تسريحي لأقدمها إلي جهة عمل جديدة ..
دخلنا مكتبه بالإدارة تناولنا القهوة بينما الشهادة تطبع أخذت الشهادة في مظروفها .. حييت زميلي خرجت
حثثت الخطي نحو البوابة هربا من ذكريات الشباب المنصرم .. صعدت إلي الحافلة وكان
بين أصابعي رباط مطَّاطي ( ألأستك) .. كانت الحافلة شبه فارغة حين صعدت إليها ألقيت بجسدي علي أول مقعد قابلني .. تحركت الحافلة .. أشعلت سيجارة ولم يعلق السائق .. أخذت العب بالرباط المطاطي بين أصابعي .. فتحت المظروف أخرجت الشهادة بدأت قراءتها إلي من يهمه الأمر/ عسكري فلان الفلاني
تشهد إدارة القوات كذا الخ الخ الخ .. ولفتت نظري العبارة الأخيرة وقد أعطيت له هذه الشهادة في ما
لا يتعارض مع القانون .. قلت وأنا ما زلت أعبث و أُمطِّطُ الرباط المطاطي بين أصابعي .. أي قانون ؟؟!!!.[/center
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شــــــــــهادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة الكتاب العرب على الإنترنت :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: