وينزل إولى درجات سلم الطائرة فيلفت نظرة من بعيد لافتة صغيرة من الورق المقوى كتب عليها احبك يازياد فيعجب فيلتفت الى من حوله من الركاب ليشاهد من يبدى ردة فعل إزاء مايراه إلا أن أحدا لم يلقي لها بالا فيقرر أن يتأخر ليرى إن كان هو المقصود وبعد ان اكتمل الركاب في دخول صالة المطار ادرك انه هو المقصود فيدخل الصالة متوجها نحو اللافتة فيجد أهله بإنتظاره ومعهم بعض المعارف فيسلم ويدع صاحبة اللافتة في آخر الصف ليتفرغ لمن خرق الأعراف والتقاليد وخصوصا انها انثى فيكتشف انها بنت احد معارفه جائت بصحبة أهله وليس بصحبة أهلها فيقبلها رغم المحاذير المعتادة متذرعا بصغر سنها الذي لم يتجاوز الثانية عشر وتضحك امه فتمتم ببعض كلمات وهي تنظر الى البنت لكنه يحول الإنتباه عن الموضوع بسرعة بالسؤال عن الحال ويستطيع تجاوز الأمر بصعوبة واضحة ويجامله الجميع مع عدم القناعة إعتقادا منهم أن ورى الأكمة ما ورآءها فهو يعيش في مجتمع لا يتغاضى عن مثل هذا ويصلون إلى المنزل وتنهال التهاني من كل حدب وصوب فهو يحمل الدكتوراه وله مستقبل مشرق ومحل نظر من لديه بنات في سن الزواج ولم يعلموا ان امره قد انتهى بلافتة من الورق المقوى فقد اخذت عقله واصبح ملكها والثمن قطعة من الورق المقوى فهي ليست كبقية البنات لاتهتم بالرجال وتحدد الرجل المناسب فجمالها وتميزها بلباسها وسرعة بديهتها ومضايقة الشبان لها بكلمات الغزل المبكر ايقض لديها مشاعر الإنوثة وهي لم تبلغ سن الزواج فهي فاتنة ولم يمر يوما إلا وتتعرض لكلمات الإعجاب وكل يخطب ودها في كل يوم واصبحت في الخامسة والعشرين وهي في الثانية عشرة لكثرة المضايقات ولكن الولد يتعرض لضغوط والديه ويجبر على الزواج على غيرها فتعلم بليلة زفافه وتصلهم بطاقة الدعوة فتموت وهي على قيد الحياة وتتحول الى انسانة اخرى بيوم وليلة ويتقطع قلبها الما وحزنا فهي تعلم انه يريدها ولكنه مجبر على غيرها وتقرر قرارها الأخير وفي ليلة الزفاف تلبس اجمل ملابسها وتدخل مع المدعوين وتجلس قريبا من المنصة وهي تخفي سكينا تريد ان تقتل نفسها امامه عندما يقف مع عروسه ولم يطل انتظارها فيزف العريسان الى المنصة فتنتظر إلى أن ينتهي المهنئين وتتقدم الى المنصة فيقف اجلالا واحتراما لها وتختلط المشاعر فيلاقيها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها امام الجميع ويضمها الى صدره فتنزل العروس وتخرج الى الشارع فيفيق من غفوته وينظر حوله فلم يجد عروسه ويهرول الى الشارع فيجدها ويعيدها ويتذرع بإعذار مفضوحة وتعود معه لتستر ماء وجهها ويعتذر للحاضرين بإنها ليست سوى فتاة صغيرة ولايريد ان يجعلها تشعر بالإهانة لكن عروسه فهمت الأمر خطأ ولكن مافعله تجاوز حدود الأدب واصبح الأمر واضحا لكن العريسين كليهما لايريدان ان يزيد الأمر اكبر من ذلك وتسير تلك الليلة وكأنها دهرا أما هي فقد انستها تلك القبلة وضمها الى صدرة السكين وما وراء السكين ونسيت التفكير في الإنتحار وأطمئنت إلى أنها ستكون زوجته الثانية وجلست مع الحضور وكأنها جبل فهي تشعر بمزيج من العواطف ممزوجة بالسعادة الغامرة والفخر والإعتزاز بهذا النصر الذي لم تحسب له حسابا ويبتسم العريسان امام الحاضرين ويغادران الى حيث تبداء المشاكل ويصلان الى مكان إقامتهما وهو لم ينفك يكيل لها الأعذار محاولا أن تسير الأمور بشيء من القبول إلا أن مافعله امر لايمكن تبريره بمعسول الكلام ويحتدم النقاش ويصل إلى درجة ان يتخذ قرارا بأن يعترف لها انه يحب تلك الصغيرة وانه اجبر على الزواج ولم يستطع اغضاب امه وابوه وأنه يعترف أنه لايعرف ماذا يفعل ثم ينهار ويأخذ بالبكاء ويقول لها انها ليس لها ذنب وانه يتحمل كل ماحصل ثم يغرق بالبكاء وتحاول ان تخفف عنه لكنه يمعن بالبكاء ويندب حضه ومصائبه الكبيرة فتعطف عليه وتمسك به فتشده بقوة وتقول له فالتكن زوجتك الثانية وانا لا اعترض على قدري فلن اغادر بيتك وانا مطلقة فتزوجها وحل مشكلتك اما انا فلا اريدك ان تكرهني بسببها ولا اريد ان تعيش معي بجسدك فأعطني نصف قلبك فإنه يكفيني فقد سمعت منك ما اعجبني من اعترافك وتحملك ماحصل وانا اضحي من أجل زوجي حتى لو كان على حسابي فرفع بصره إليها بخجل وهو لايعرف ماذا يقول لكنه ادرك امرا غاب عنه فقد إكتسف إمرأة لديها من جمال الروح اكثر وزيادة على ذلك جمال الجسد الذي لم يره حتى افاق إفاقة معتبر ومتبصر فقد كانت الصغيرة تضع غشاوة على عينية فلم يفطن إلى انه يحوز على اجمل البنات روحا وجسدا فقال انت ثم عاد إلى البكاء فهو لا يعرف إن كانت الصبية ستقبل بضرة تشاركها حبيبها فأعادت عروسه ما قالته مرة ثانية فربما لم يسمع كل كلامها واستعطفته أن يرحم مشاعرها ولو هذه الليلة فسمع لها وامضيا تلك الليلة بإحزانها ومرها وليس حلوها وفي الصباح اتصل بأمه وطلب حظورها إلا أن أمه خانتها الكلمات ولم تستطع أن تقول شيأ عداء النحيب فترك عروسه واسرع للبيت فقابله أخوه وحاول ان يفهمه لكنه دفعه الى الخلف ودخل إلى أمه فوجدها تبكي فهزها بعنف وارغمها ان تقول السبب فقالت لقد ماتت واخذ يهزها ثانية ويقول من هي اهي اختي قالت لا بل من قبلتها ليلة البارحة فجلس إلى جوارها وشاركها بالبكاء فقد حاولت الصبية ان تنام بعد الإنتصار الذي حققته لكنها لم تستطع فأخذت كمية من المهدئآت لعلها تنام لكنها نامت ولم تصحو ابدا وزاد حزنه احزانا فسقط مغشيا عليه ونقل إلى العناية المركزة لكنه لم يخرج واختلف اهله واهلها فأهله يريدون دفنه بجوارها واهلها يرفضون بدعوى انه هو من تسبب بقتلها وبعد مشاحنات ومشاجرات ووساطات دفنوه إلى جوارها وجاء الربيع فتحول القبران إلى مزار لكثرة ماعليهما من ورود وأزهار .
الكاتب:deef
عدل سابقا من قبل Admin في 2009-05-23, 8:37 am عدل 1 مرات (السبب : مادري)