عادل فلمبان
المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 23/04/2009 العمر : 67 الموقع : إداري منتديات ديرتنا, المشرف السياسي أقلام عربية, مؤل رؤى ديرتنا ومدرسة المشاغبين ,,وكاتب في إشراق, كنيتي ( أبوزياد المكي ) ومؤل رؤى باسم ( الظليم-2 )
| موضوع: تأويل الرؤى بين العلم اللدني والمكتسب. 2009-04-25, 9:14 am | |
| المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maga14
- اقتباس :
- اخي الظليم
بارك الله فيك وزادك الله من فضله
لى سؤال يا شيخي
هل علم تأويل الرؤاه هبه من الله فقط ام من الامكان تعلمها ؟ __________________________________
الجواب :- بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى( وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)يوسف وقال تعالى( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)يوسف قال تعالى( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)يوسف عزيزي أنظر لهذه الآيات بتأمل تسلسل في كلمة تأويل ربطت بالأحاديث الأولى رقم(6) قالها له والده بعد أن قص عليه رؤية الإحدى عشر كوكباً والشمس والقمر وسجودهم له وكان صغير السن حدثاً (غلام).وذكر فيها أبونا إبراهيم صاحب الحنيفية الخالصة أي التوحيد. والثانية خبر من الله عن نفسه بأنه سبحانه سوف يعلمه من تأويل الأحاديث وذكر سبحانه (تأويل) والثالثة يوسف يخبر عن نفسه بأن الله علمه من تأويل الأحاديث وذكر (تأويل) وذكر فيها وحدانية الله في الخلق والوحدانية في الولاية . ومن هنا ندرك أن من علمه هو الله ومر بمراحل ليتمكن من هذا العلم وربط كل ذلك بالوحدانية لله وأن هذا العلم لدني يعني من الله . ثم تأمل الآيات التالية :- قال تعالى( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) نراك من المحسنين الصالحين هل تستطيع تأويل الرؤا فرد عليهم قائلاً ( قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ۚ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)يوسف فوصف لهم قدرته في التأويل أنه حتى لو سيأتيكم طعام ترزقانه أنا أستطيع أن أخبركم به إذا قصصتم علي رؤاكم قبل أن يأتيكم ونسب ذلك لما علمه الله من التأويل وبين لهم سر هذه المعرفة إني تركت ملة قوم لايؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون.. أي أنه ترك ملة الشرك والتزم بملة التوحيد ملة أبونا إبراهيم الحنيفية . فقال :-( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)يوسف ثم بداء يدعوهم إلى الله ويبين لهم حالهم ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)يوسف ثم أول لهم الرؤيا بتمامها:- ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)يوسف من هذا المنطلق ندرك أن علم تأويل الرؤيا هبة وجزء من نبوة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لم يبقى من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له )صحيح وقال أيضاً ( الرؤيا جزء من سبعون جزء من النبوة )وفي رواية بضع وسبعون ) صحيح وكانت رسالات الأنبياء بالرؤيا والإلقاء لأن النبوة تختلف عن الرسالة . من خلال ما ذكرته سابقاً ومالا يسع المقام لطرحه أولا التمتع الحقيقي اليقيني بالتوحيد حيث يكون الإرتباط بالله كاملاً فيصبح بصره الذي يبصر به مصداقاً للحديث الصحيح ( لايزال عبدي يتقرب الي ) ومن هنا ينال الإلهام والهبة وهي من فروع التنبأ . ثم يحتاج إلى معرفة القرآن والسنة ثم قيم الأشياء والعادات والتقاليد وفهم الأسماء وأمور كثيرة مع التقوى القلبية وتنظيفه من الأمراض الخفية مثل المرائات وحب الظهور وحب الذات والسيطرة والتملك بغض النظر عن المعاصي الأخرى . وممكن بالتعلم كما كان يفعل الرسول مع أصحابه ويترك لهم مجال التأويل ممكن تظهر فيهم هذه الملكة والهبة وقد كانوا يعرفون التوحيد ويعملون به . بعكس من لم يكن لديه علم لدني مرتبط بتطبيق التوحيد وموهبة وعلم بالحياة وقيم الأشياء والقرآن والسنة. ومن الممكن تعلم بعض الأشياء من معاني التأويل من خلال تجارب السابقين وكتب بعض أهل العلم من خلال تجاربهم ولكن ذلك يكون فيه نقص كبير بسبب تغير قيم الأشياء وتغير الزمان والمكان , والحال من شخص لأخر , أو مستجدات لم تكن في تلك الأزمان .
وما دعاني لنشر هذه المقالة سببين :_ لأني سؤلت لذا أدرج السؤال مع هذه المقالة . أن كثيراً ممن يدعي علم التأويل يوهم الناس بأن تأويل رؤاهم العين والسحر وأن ذلك سبب ما يصيبهم من بلاء ويبدأ في ممارسة الرقيا بحجة العين وينسى أن من تمام التوحيد هو عدم فعل ذلك لحديث :- 95934 - عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي : هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي : هذه أمتك معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله - وذكروا أشياء – فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما الذي تخوضون فيه ؟ فأخبروه فقال : هم الذين لا يرقون . ولا يسترقون ولا يتطيرون ؛ وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال : أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال : سبقك بها عكاشة . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: تحقيق رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم: 75 خلاصة الدرجة: متفق عليه واللفظ لمسلم، فإن البخاري ليس عنده قوله: "لا يرقون" وعنده مكانها: "لا يكتون" وهو المحفوظ، ولفظ مسلم شاذ سندا ومتنا أو يبداء في ممارسة الضرب والتعذيب بحجة إخراج الجن أو يجعلهم بإيهامه لهم يلجئون إلى هذه العينة من البشر التي تدعي إخراج الجان بالضرب والكي والتعذيب سواء بحسن نية أو جرياً وراء الكسب المادي أو المعنوي . وأنا هنا بدوري أوجه رسالة لكافة مؤولي الرؤى التوقف عن إيهام المؤول له بوجود العين والسحر إلا ما وافق الصواب فلقد مرت علي العديد من الحالات تم التأويل لهم بأن ذلك من العين أو أنه سحر وحقيقة الرؤيا غير ذلك . كما أؤكد أن سلفنا الصالح لم يكن يمارس الضرب والصراخ لمحادثة الجن المتلبس كما يتصوره البعض بل من كانت لديه حالة حقيقية يرقى بكل هدوء وحنان وتقوى الله . وأن لاتحمل كل مشاكل المجتمع والأمراض على أنها من العين أو السحر . فهذا ليس إلا تبرير للجهل والتقاعس وتغطية على بعض الأخطاء والفضائح . فكلما حدثت مشكلة لزوجة فتطلقت أدعت أنه سحر وعين . أنا أدعوكم جميعاً لمحاسبة النفس والبحث عن أخطائها وتصحيحها بدل ظلم الجن وظلم أعين البشر .
والله سبحانه وتعالى أعلم. وهذا الرابط فيه بقية ]وهذا الرابط فيه بقية | |
|